الؤلؤة الصامتة
عدد المساهمات : 99 تاريخ التسجيل : 27/02/2012
| موضوع: الديدان الأسطوانية الثلاثاء مارس 13, 2012 5:08 pm | |
| الديدان الأسطوانية ليست الاصابة بالديدان هينة ـ كما يظن البعض ـ فهناك من يقلل من شأنها ، غافلاً عن خفايا مشاكل واعتلالات تسببها تلك المخلوقات الضئيلة المتطفلة ، وأن منها ما يسبب الوفاة ـ إن لم يعالج المصاب ـ فمثلاً يقدر عدد المصابين بالدودة الخيطية «الاسكارس» بأكثر من 052 مليون شخص ، وتودي بحياة أكثر من 06 ألف شخص سنوياً. وللدودة «لانكلستوما» الخطافية التي تكثر الاصابة بها في البلدان النامية ومنها بلادنا حصيلة أخرى عالية من الاصابات تقدر بنحو 151 مليون إصابة ، في حين تعزى إليها ـ حسب التقديرات ـ وفاة أكثر من 56 ألف شخص سنوياً. هذا أبسط مثال لنوعين فقط من الديدان المعوية التي لا يتطلب تجنبها والوقاية منها وسائر الديدان المعوية سوى نهج السلوكيات والممارسات الصحية القويمة. بيان ابرز هذه الأمراض الشائعة في مجتمعنا وخطورتها على الصحة ومايجب علينا اتخاذه والالتزام به لتجنبها ، وما على المصابين التقيد به للمعالجة وقطع سلسلة العدوى ، صونا للصحة وحماية للآخرين من الاصابة. تصنيف عام ? نحن في فصل الصيف وفيه تنشط الكثير من الأمراض وخاصة الديدان الطفيلية.. فما التوصيف أو التصنيف العام لهذه الأنواع من الديدان التي تصيب الإنسان؟ ــ تعتبر الديدان الطفيلية من أكثر الأمراض الطفيلية التي تصيب جسم الإنسان معتمدة عليه في نموها وغذائها. وبحسب تصنيف العلماء يوجد ثلاثة أنواع منها رئيسية تبعاً لأعضاء الجسم التي تتطفل عليها وهي: ـ الديدان المعوية التي تتطفل على الأمعاء. ـ الديدان الكبدية المهاجمة للكبد. ـ الديدان الدموية التي تعيش في الدم. ?ماذا عن تصنيف الديدان التي تتطفل على امعاء الإنسان؟ ـ الديدان المعوية بدورها تنقسم بحسب الشكل إلى ديدان مفلطحة وشريطية واسطوانية. ومجتمعنا كسائر المجتمعات النامية زاخر بأنواع شتى من هذه الطفيليات ، فقلما نجد فيه أحداً لم يشكو يوماً من إحدى هذه الطفيليات لاسيما وأن جزءاً منها بإمكانه العيش في الجسم لفترات طويلة قبل أن تحدث أعراضاً مرضية أو من دون أعراض مصاحبة ، بل ومن المألوف في مجتمعنا اصابة الشخص الواحد بأكثر من نوع في نفس الوقت. ديدان شائعة ? ما أبرز الديدان المعوية الشائعة في مجتمعنا؟ وما مصدر العدوى و كيفية الإصابة؟ـ الديدان المعوية على اختلاف أنواعها ضمن مجموعة الأمراض التي تشيع في فصل الصيف ، فهي كثيراً ما تنشط هذه الأيام التي تعد الأنسب للعدوى والتكاثر للحفاظ على النوع ، ولن يتسع المجال لذكرها جميعاً إنما سأذكر نماذج منها شائعة تتسم بخطورة كبيرة إن لم يتم علاجها وفقاً للتصنيف العام. الديدان الشريطية : تتميز بجسمها الشبيه بالشريط ورأسها الذي يحتوي على مصات أو خطاطيف ليساعدها على تثبيت نفسها على جدار الأمعاء ، بينما يتكون باقي الجسم من آلاف القطع اللسانية الشكل التي يحتوي كل منها على جهاز تكاثر واكياس تحتوي على البيوض. وغالباً مايوجد منها في امعاء المصاب سوى دودة واحدة فقط.. هناك مايسمى بالشريطية القزمية «الكلبية» وهي صغيرة الحجم ، خلافاً للدودة الشريطية البقرية الطويلة «تينا ساجيناتا» الشائعة في مجتمعنا والتي قد يتجاوز طولها العشرة أمتار. وطريقة انتقالها إلى الإنسان عن طريق أكل لحم البقر غير المطهو جيداً ، فعندما يكتمل نمو هذا تنفصل عنها من نهايتها في كل مرة 3ـ 10 قطع لسانية ، لتخرج مع البراز ، بل وقد يلاحظها المصاب حتى على ملابسه الداخلية ، حيث تخرج لا ارادياً ، وعند وصولها إلى التربة تخرج البيوض لتبتلعها الماشية مع النباتات والحشائش ، ومن ثم تخترق الجهاز الهضمي للحيوان لتصل عبر الدم إلى العضلات. أما الإنسان فتنتقل إليه عن طريق أكل لحم البقر غير المطهو جيداً ـ كما اسلفت ـ وبالتالي كل مانحتاج إليه هو مابين 3 ـ 6أشهر ، حتى تصبح دودة بالغة في أمعاء المصاب وتبدأ بانتاج البيوض. ـ الديدان الاسطوانية : أهمها الاسكارس التي تعد من أكبر الديدان الاسطوانية التي تصيب الإنسان ، فالذكر يبلغ طوله من 51 ـ 03 سم ، بينما الأنثى أكبر حجماً يصل طولها من 02 ـ 53 سم. تحدث الاصابة بهذه الديدان عند تناول الإنسان اطعمة ملوثة ببيوضها ، وعند وصولها إلى الامعاء يذوب غلاف البويضة ، فتنطلق اليرقات لتخترق جدار الامعاء وتصل إلى مجرى الدم ، ومنه إلى الكبد، حيث تستقر فيه لعدة أيام ، ثم تنطلق إلى القلب وبعده إلى الرئتين ، وهناك تخترق الشعيرات الدموية لتصل إلى الحويصلات الهوائية ، فتدفعها الاهداب إلى البلعوم ويبتلعها المصاب مجدداً ، وفي الامعاء تكمل نموها لتصل إلى طور البلوغ وطرح البيوض لتخرج بعد ذلك مع البراز.. الديدان الخيطية: تعيش الديدان البالغة منها باعداد كبيرة في الامعاء الدقيقة للإنسان وخاصة الاثنى عشر ، متعلقة بواسطة محافظها الفموية بالطبقة المخاطية المبطنة للأمعاء الدقيقة والتي تنهشها لتمتص كمية كبيرة من الدم لكي تتغذى عليه ، ومنها مايسمى بديدان «الانكلستوما» التي تعد الأكثر خطراً على الإنسان من الاسكارس بكثير ، وهي عبارة عن ديدان اسطوانية رمادية اللون يتراوح طولها من 1 ـ 5،1سم ، حيث تضع انثاها في اليوم حوالي 000،03 بيضة ، لتخرج مع البراز إلى التربة ، وبالتالي تتحرر اليرقة خلال 48 ساعة ، ثم تتحرك في التربة حتى اليوم الخامس ، وبعد ذلك تتحول إلى مايسمى اليرقانة «الفيلارية» ، التي تتميز بقدرتها على اختراق الجلد لاسيما الاجزاء الرقيقة ، كالتي بين اصابع القدم اثناء السير على تربة ملوثة باليرقات.. ويساعد ذلك بعض العادات السيئة ، كالسير بقدمين حافيتين والتبرز في الحقول وحول المنازل ، وما إن تتمكن من اختراق الجلد فإنها تصل إلى مجرى الدم ، ومنه إلى القلب والرئتين والحويصلات الهوائية وتبتلع من البلعوم لتصل إلى الاثنى عشر وتلتصق بالطبقة المخاطية للامعاء الدقيقة وتواصل نموها وصولاً إلى دودة بالغة تبدأ في طرح البيوض.. كل ذلك يستغرق مابين 3 ـ 6 أسابيع. ولهذا النوع من الديدان المعوية قدرة على العيش طويلاً داخل امعاء الإنسان لمدة تصل إلى خمس سنوات. ـ الديدان الدبوسية: هي ديدان اسطوانية صغيرة طولها يتراوح من 3 ـ 12 مم ، تصيب الأطفال بصفة خاصة. والإصابة بها تأتي من خلال تناول طعام أو شراب ملوث ببيوض هذه الدودة لدى وصولها إلى الامعاء لتبدأ بالنمو ، حيث تعيش الأطوار البالغة منها في القولون ، بينما تهاجر الانثى إلى فتحة الشرج ـ ليلاً ـ لتضع بيوضها فيه.. فيما يمكن رؤية الدودة على سطح الجلد أو البراز ، وعادة ماتتكرر الاصابة للإنسان نفسه من خلال تناوله الطعام وهو ملوث ببيوض حملت بواسطة اصابعه ، تحت اظافره لتسبب هذه الدودة حكة شديدة حول الشرج ليلاً وخاصة اثناء النوم الأمر الذي يمهد لبيوض الديدان العلوق والالتصاق بسهولة باصابع اليد وتحت الأظافر. تأثيرات مرضية ? ما أوجه الخطورة لتلك الأنواع المعوية من الديدان ـ التي ذكرتها ـ على صحة الإنسان؟ ـ التأثيرات المرضية وخطورتها تأتي تبعاً لنوع المرض الطفيلي فمثلاً ديدان «الانكلستوما» لها تأثيرات مرضية عديدة ، كالتهابات الجلد لدى اختراق اليرقات للجلد الذي قد ينتج عنه اصابات بكتيرية ثانوية ونزف دموي موضعي ، ويمكن أن يؤدي مرور يرقاتها في الحويصلات الهوائية إلى حدوث تفاعلات حساسية وانسداد المجرى الهوائي. وفي الامعاء تعمل الديدان الخطافية على تآكل وتمزق الخملات المعوية وتحدث نزيفاً تستفيد منه لتقوم بامتصاص الدم ، إذ تستهلك كل دودة يومياً مابين 15 ـ 0ـ 56ـ0 ملليتر» من الدم. وعلى الرغم من ذلك يستطيع الإنسان تعويض مافقده من دماء في حالات الاصابة الطفيفة ، بينما في الاصابة الشديدة وخاصة عند الأطفال قد يؤدي ذلك النزف إلى حدوث فقر الدم «الانيميا» وما يترتب عليه من مضاعفات ، كما تؤثر هذه الديدان على نموهم الجسماني والعقلي وتزيد من قابليتهم للاصابة بامراض عديدة. في حين أن للدودة الشريطية تأثيرات مرضية مغايرة ابرزها حدوث انسداد جزئي للامعاء ، واضطرابات في عمليتي الهضم والامتصاص مما يؤدي إلى انتفاخ في البطن وخصوصاً لدى الأطفال ، وضعف المصاب وانخفاض وزنه وقابليته للاصابة بامراض أخرى ، إلى جانب أنه قد تفرز الدودة افرازات سمية لها آثار مرضية ذات تأثير سيئ على الجسم. وبالنسبة للديدان الدبوسية الشائعة عند الأطفال فمن مضارها على الصغار ، ضعف القدرة على التركيز والاستيعاب لما تسببه من حكة حول منطقة الشرج المؤدي إلى اضطراب النوم وعدم أخذ الطفل راحته الكاملة أثناء النوم. أما التأثير المرضي للاسكارس فيبدو جلياً اثناء مرحلة هجرة اليرقات في الحويصلات الهوائية محدثة حساسية وانسداداً للمجاري الهوائية ونزيفاً دموياً أو انها تحدث اصابات ثانوية للرئة ببعض الأنواع البكتيرية. ولاتحدث الاصابات الطفيفة للديدان البالغة في الامعاء أي تأثير يذكر ، على عكس الاصابات الشديدة والتي ـ عادة ـ تحدث للأطفال فقد تؤدي إلى نقص الوزن وسوء التغذية وفقدان المصاب للكثير من غذائه. ولوحظ لدى اطفال المدارس المصابين بالاسكارس أنهم ـ في الغالب ـ يكونون أقصر قامة وأقل قدرة على التركيز والحفظ ، وفي بعض الحالات بالامكان أن يتسبب وجود هذه الديدان باعداد كبيرة من انسداد الامعاء ، مما قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يسعف المريض لازالة الديدان من امعائه جراحياً ، أو من الممكن أن تهاجم القنوات الصفراوية والبنكرياس وتتسبب في انسدادها الأمر الذي يستدعي ايضاً تدخلاً جراحياً ، علاوة على ذلك أن النواتج الاخراجية للاسكارس تحدث اثاراً مرضية بالغة الخطورة.متطلبات المعالجة ? ما الذي يلزم لنجاح المعالجة المضادة للديدان المعوية؟ ـ يجب أن يوصف العلاج المناسب لنوع الطفيلي بالجرعة المناسبة لكل مريض على حدة ، والمعيار لتحديد حجم الجرعة يعتمد على العمر والوزن ، تناولها يجب أن يتم في موعد محدد بالمدة التي أقرها الطبيب للعلاج ، أما تكرار الجرعة فمبني على تقدير الطبيب. ولتكون المعالجة ناجحة يجب أن تتم بشكل جماعي لأفراد أسرة المصاب ، إذ يلزم أخذ عينات برازية منهم إلى المختبر للتأكد من اصابتهم بنوع أو بأنواع الديدان المصاب بها أحد أفرادها ، وفي الوقت ذاته يجب عليهم الالتزام بالنظافة بكافة صورها ، نظافة شاملة للأفراد والأثاث وأدوات المنزل مع الحرص على قص الأظافر حتى يضمنوا مع المعالجة منع العدوى ووقفها تماماً. أهمية الوقاية ? ما أهمية الأخذ بتدابير الوقاية في الحد من سطوة الديدان المعوية على الإنسان وتلافي خطورتها وخصوصاً لدى الأطفال باعتبارهم الفئة الأكثر اصابة بهذه الأمراض؟ ــ بما أن الديدان الطفيلية من الأمراض المعدية فيمكن القول بأن عملية الوقاية منها تعمد بصورة اساسية على تعريف المجتمع باضرارها وكيفية الاصابة بها وطريقة انتقالها من مصاب لآخر ، ليسهل بذلك إلى المجتمع مواجهتها وتفادي عدواها بالوسائل الممكنة والمتاحة. من جهة أخرى باعتبار أن الأطفال الشريحة الأكثر عرضة للاصابة بهذه الطفيليات ، فلابد من حمايتهم والعمل على ذلك من خلال غرس مفاهيم الصحة العامة وتسليحهم بالمعرفة في البيت والمدرسة على حدٍ سواء وتشجيعهم على الالتزام بقواعد النظافة الشخصية في الوقاية من معظم الأمراض الطفيلية وغيرها .. علينا أن نكون لهم القدوة الحسنة ليحذوا حذونا ، بتطبيق ونهج الممارسات الصحية الحسنة أمامهم ، كغسل اليدين قبل الأكل وبعده وبعد استخدام المرحاض وقص الأظافر الطويلة وكذلك الحرص على غسل الخضروات والفواكه جيداً قبل تناولها ، مع عمل فحوصات دورية لأفراد الأسرة وسرعة عرض المصاب منهم على الطبيب ومتابعته حتى لايشكل بؤرة عدوى لغيره. وأحذر من مغبة تناول الأطعمة المكونة من اللحوم غير المطهوة جيداً كتلك التي تباع في المطاعم ومحال إعداد الوجبات السريعة لاحتمال احتوائها على يرقات الدودة الشريطية ، وكذا تجنب أكل الخضروات والسلطات غير المغسولة جيداً بعناية لما قد تحتوية من بيوض للعديد من الطفيليات. ولاننسى دور الأجهزة الصحية والرقابية ، مذكرين هذه الجهات بضرورة كسرها حاجز الصمت من خلال الحرص الدؤوب على القيام بعمليات التفتيش الدورية لمحال ذبح وبيع اللحوم ، والتأكد من سلامة اللحوم فيها من الأمراض ومدى صلاحيتها للاستخدام الآدمي ، وفرض عقوبات صارمة على كل من يقوم بالذبح خارج الأماكن المخصصة «المسالخ».. ويجب التنويه إلى خطورة استخدام المياه التي قد استخدمت في المساجد وبرك السباحة ، وذلك لعملية ري المزارع «والمقاشم» باعتبارها مياهاً ملوثة يمكن أن تحوي الكثير من الطفيليات فضلاً عن أن استهلاك تلك الخضروات لايصاحبه في الغالب غسل جيد أو طهي | |
|
رنا القزاز
عدد المساهمات : 551 تاريخ التسجيل : 27/02/2012 الموقع : السعودية
| موضوع: رد: الديدان الأسطوانية السبت أبريل 07, 2012 12:20 pm | |
| | |
|