سبحان الله بعض الناس لا تقتنع تمام الاقتناع إلا بالتجربة الشخصية ..أو أنها ترى تنفيذ الفكرة رأي العين وأنا منهم
قصهـ ترويهأ صاحبتها
هذا ما حدث معي .. بالأمس كان لدي اختبار شفهي في أترجة القرآن ، في السبعة أجزاء الأولى من القرآن
ونظرا لمروري ببعض الظروف في الفترة السابقة لم أتمكن من إتمام المراجعة كما يجب ،راجعت فقط سورة النساء ونصف المائدة !!!
دخلت لجنة الامتحان وأنا في يأس أن أجيب باسترسال ..حيث أني لم أراجع المقرر المطلوب منذ أسبوعين ..
نعم أسبوعين !!
دعوت الله عزوجل أن ييسر ليَ الأمر وأن يذكرني بما حفظت ( مع العلم أني حفظت بطريقة الحصون الخمسة)
بفضل الله تعالى (ثم) بمتابعة من المعلم الفاضل د.سعيد حمزة
وتعلمون أن الاختبار الشفهي يفضح الشخص إن كان متقننا أم لا ..
بدأ الاختبار .. وإذا بالمعلمة تبدأ بالأسئلة .. وتختار من المواضع (غير الـمألوفة) أغلبها آخر صفحة في كل جزء ..
وأتفاجأ - أنه بفضل الله تعالى المنان - لساني يجيب !!
والحمد لله و بكرم منه - أجيب باسترسال !!
سبحان الله!
بدأت المعلمة بسؤالين من البقرة ..ومن ثم آل عمران ..وسؤالين في النساء ..ومن المائدة من الجزء الغير مراجع !
ومن ثم الأنعام ( لم أجيبه بسهوله )
...وأجد نفسي أجيب على غير المتوقع وأذكر للمعلمة اسم الربع والآية التي تسبق السؤال ..اللهم لك الحمد والشكر ..قالت لي معلمتي: ممتازة ممتازة .. رجعت لمنزلي وأنا في سعادة غامرة (و)كل الحمد والشكر لله رب العالمين أن ذكرني بحفظي
ومن ثم لصاحب الحصون الخمسة معلمنا ..جزاه الله خيرا ورزقه الاخلاص دائما وأبدا الذي يثمر العلم النافع
أذكر هذه القصة لأننا أحيانا قد يصيب البعض منا وأنا منهم الملل ونحن نطبق الحصون الخمسة لما فيها من تكرار وتكرار وتعدد للأركان ..
ولكن عندما نجد ثمرة التكرار .. نشتاق للتكرار ونستمتع بتطبيق الطريقة في الحفظ الحمد لله.. هذا التكرار الذي جعل اللسان يستدعي الآيات من الذاكرة بسرعة
ورغم أن فيها تكرار إلا أن فيها محافظة قوية على الأوقات..
حتى القراءة السريعة سبحان الله رغم سرعتها التي تصل إلى 14 دقيقة للجزء الواحد فيها تدبر !
وذكر الشيخ سعيد في إحدى المحاضرات (البث المباشر) كل يوم الجمعة (9.30 مساءا) أن الحفظ المتين يحتاج إلى عِشْرة عُمر وأن أحدهم يقول ( أنا مدمن مراجعة )
وقد صدق بالفعل لما رأيته بعيني من ذاكرتي في الامتحان
فتخيل لو أن لك صاحبا ترافقه ليلا ونهارا ..تتحدث معه ..تجلس معه ..تحاوره .. تناقشه ..تحاول فهم شخصيته ..تحاول تفسير مواقفه ..تظن كيف تكون العلاقة بينكما بعدها !! نظن أنكما تندمجان معا لدرجة أنك إذا نظرت إليه تعلم ما يريد .. وقد تفكر نفس تفكيره في صمت
هكذا القرآن الكريم "
و من ذاق عرف ومن عرف اغترف "
رزقنا الله وإياكم حب القرآن ومرافقته دائما
دمتم حافظين لكتاب الله