الصداقة والكذب
الصداقة والكذب ؛ ضدان لا يجتمعان في الأصل ، فالصداقة تعني الصدق لا الكذب ، والكذب هو عكس الصدق ، وهو متلون ومتحول من حال إلى حال صعودًا ونزولاً لا يستقر أبدًا على حال ، ولا يمكن الوثوق به ، ولا أن تقبله صديقًا وفيًا ومخلصًا تأمنه على أسرارك وشؤونك كلها .
ولكن في هذا الزمان اختلط الحابل بالنابل حتى وجد هذا النوع من الصداقات المزيفة الكاذبة ، وهو الصديق الكذوب .
حقيقة لا أدري كيف أعرفه ! أو بماذا أصفه وأشبهه ! أو من أي مدخل أقدمه !
فهذا الصديق الكذاب ؛ يقابلك بوجه بشوش وابتسامة عريضة ، ويضمك إلى صدره حبًا وشوقًا وتقديرًا ؛ بل وخدمة وحرصًا على راحتك ، يسارع في توفير كل ما تريد!
يرسل إليك عواطفه الجياشة كالجيوش الجرارة ، ويعدك بالوعود القاطعة وهي لا تعني شيئًا له ؛ لأنه وبكل بساطة يرسل عواطفه ، ويعدُ ويقول ما لا يعنيه ؛ إذ أنه كذاب في كل ذلك .
فكذبه في أمور لا تستدعي ذلك ، حتى يجعلك تلتمس له العذر عن كذبته وفعلته هذه ؛ ولكنه يكذب ويصر على الكذب ، ثم يعتذر بأعذار مزيفة لتقبل عذره واعتذاره ، ما علم المسكين أنه لو صدق وقال الصدق لكن خيرًا له ولصداقتكما ومتانتها وقوتها ، فسلوكه هذا يجعل البعد عنه أقرب من التقارب ، فتكون تلك الصداقة مجرد علاقة ومعرفة كأي علاقة ومعرفة عابرة وجودها وعدمها سيان ؛ بل إن عدمها يكون محببًا للنفس في بعض الأحيان .
فهو بذلك عكس الصديق الحقيقي ؛ الذي يعتبر الصداقة بينك وبينه عهدًا وروحًا لا يمكن التفريط بها تحت أي ظروف مهما كانت شدتها ، فهو معك في الشدة قبل الرخاء ، تسعد به في كل وقت وحين ، لا يهتز مهما اشتدت الرياح ، ومهما كانت المغريات ، لا يظلمك ولا يخذلك ، وينصرك كنت ظالمًا أم مظلومًا ، فهو محب صادق واثق الخطوات ، فهو عملة نادرة لا يمكن الحصول عليه إلا بعد العناء وبشق الأنفس .
والصداقات كثيرة ومتنوعة ومختلفة ؛ فمنها الصداقة المؤقتة ، والبعيدة والغيورة والعدوة ، وهناك الصداقة المجهولة ، وهو من لم تكن تتوقع أنك سترتبط معه بصداقة في يوم من الأيام لأي سبب من الأسباب ، وإذا به صديق غير متوقع ، وتكون صداقته من أقوى الصداقات ، وهناك الصديق الغائب .
وبالتأكيد هناك الصديق الكذاب ؛ فإن مجرد سماع كلمة الكذاب تشمئز منها لأنها كلمة بغيضة ؛ فكيف عندما يكون هناك حامل لها متصف بصفاتها ؛ فكيف يكون قبوله والتعامل معه ؟
وتلك الشخصية المتصفة بالكذب ؛ هل نحن ملزمين بالتعايش معها ؟ فقد يكون ذلك ملزمًا علينا ، ولا يمكن التخلص من تلك الشخصية ، فالتعامل معها والتعايش أمر ملزم ، فهذه الشخصية علينا أن نعرف كيف نتعامل معها لكي نتعايش معها بسلام .
أما الشخصيات الكاذبة التي لسنا مضطرين ولا ملزمين بالتعايش معها فالأمر بالنسبة لها بسيط جدًا وهو قطع تلك العلاقة نهائيًا وعدم سماعها أو تداولها أو قبولها .<<< منقووول
سؤال من عندي واتمنى ان الكل يجاااااوب ""؟
(هل جاء يوم من الايام وكذبتي على وحده من صديقاتك)؟؟؟